أصبح من لوازم الشرق الأوسط الصراع بين إيران والسعودية أو لنقل الشيعة والسنة. الموال نفس الموال والطبل نفس الطبل. وزد على ذلك أن الراقصين لايتغيرون.
هل الجارين الأعداء يرومان الدخول في حرب مباشرة؟
ثمان دقائق لإزالة إيران من الوجود!!! هذا ما يصرح به الجانب السعودي. وإيران تضحك لأنها ترى أن الدول العظمى لم تستطع معها شيئاً وهي تمتلك قدرة نووية. والجمهور في شرق العالم الإسلامي وغربه ينتظر غراب الموت أن يزور البلدين كي تنته تلك الرقصة السخيفة التي يعزفها الطرفان من مدة ليست بالقصيرة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ولن نبالغ إن قلنا على مستوى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بشكل عام.
السعودية غارقة في اليمن ولا تستطيع ان تفعل أكثر من إغتصاب مآتم وأعراس بريئة لتنتقم بقتل المئات من الحوثيين الكفار. وإيران غارقة في سوريا ولا تستطيع أن تفعل أكثر من قتل أطفالٍ نواصب فٍي حلب.
هل سيجرؤ الطرفان على إنهاء هذا الرقص ليرقصا معاً يداً بيد؟ أم أننا سنبقى حمقى دائماً لنتبع إشارات الطبال الإيراني أو السعودي، لنتصارع بيننا وبين أنفسنا بكل غباء فنقول لإيران وللسعودية إستمروا بعزفكم الليلي الماجن، وأرقصوا على الواحدة والنص، وخذوا البقشيش من جانبي مستنقعات دماء العراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين، ومن سيأتيه الدور بعد ذلك.
نحن العازفون بطبولهم، فالعراقي الجنوبي يعزف بنغم الدشت، والعراقي الغربي يعزف بنغم حجازي. وقس على ذلك كل البلدان الاخرى التي دخلت في نفس الفرقة الموسيقية.
إيران والسعودية ببساطة لايجيدان سوى رقص الواحدة والنص… حيث الدوشة والإرهاق المتواصل دون أن يستبدل العازف اياً من أدواته الموسيقية الرخيصة… ولن يجرؤ أيٌ منهما لطلب رقصة واحدة مباشرة مع الاخر… وسيبق الشرق الاوسط محترقاً طالما أنّ ذلك العزف النشاز لايزال مستمراً.
في النشاز لن تسمع ولن تفهم شيئاً سوى الموسيقى الصاخبة والتي تصيبك بصداع آخر الليل. ولن يستمتع بها سوى الحمقى الذين غاب عنهم العقل والإدراك بقيمة أنفسهم وقيمة وطنهم.
كلا السعودية وإيران يجيدان القتال بالوكالة، من خلال أطراف ثالثة بعيدة عنهما. فهلال الشيعة ليس الا درع وقاية لاصحاب السماحة في إيران، ودواعش وقواعد السلف ليسوا إلا اراجيز لنقل الحرب بعيداً عن أصحاب السمو الملكي خدام الحرم.
هنا أنا لا يهمني ما يعنيه موقفك انت من أخيك في البلد، لايعنيني ما تشعر به ايها السومري تجاه اخيك ابن الغربية، ولا يعنيني ما تشعر به انت ايها العدني تجاه اخيك الحوثي، ولايهمني موقفك من العلويين ايها السوري السني. ما يهمني فعلاً هو موقفك من نفسك! ماذا تريد أن تقدم لنفسك؟! حينما تقف مع إيران أو مع السعودية ماهي رسالتك لكينونتك أنت؟! هل يقنعك ان تقتُل وتقتُل وتستمر في القتل أكثر وأكثر حتى تُنهِ الطرف الاخر؟ هل يقنعك ذلك؟
لن ينته اي طرف وهذه حتمية تأريخية، فالصراع بين من يؤذن بعلي ولي الله وبين من يؤذن بالصلاة خير من النوم كان مستمراً منذ 14 قرناً. اخي العراقي السني لن تستطيع يوماً القضاء على كل اخوتك العراقيين الشيعة. والعكس بالعكس. نفس المعنى يوجه لليمنيين والسوريين. سيبقى الوطن وسيبقى ذلك التنوع. فلا تحاولوا ان تقعوا في فخ رقص العهر الديني والطائفي الذي تحاول إيران والسعودية فرضه عليكم!
نحن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الوطن وإما الخراب… ولا يوجد اي خيار وسطي بينهما الوطن يعني ان أسد اذني عن معزوفات الحقد والكره الاعمى الذي مازال ينخر فينا منذ مات مؤسس خرافة مكة وانتهى به المطاف راقصاً على أيدي العهر الإيراني والسعوديي. لا حلّ وسط! إما الوطن وإما رقص الواحدة والنص مع عواهر ومواخير السياسة الطائفية على يد العجم والبدو.
إحملوا أعلامكم في قلوبكم وإسقطوا ماليس لكم وليس منكم. وأبنوا وطناً يحتضن أبنائنا جميعاً. لاتجعلوا أبناء الليل يشمتون بغبائنا ويمارسون رقص البغاء على دمائنا.