احتميت بخندق لم تعرف ان تفكر به لولا رجل فارسي كان ممن حولك، ولامتنانك له بعد تراجع خصومك كرمته بانه منكم اهل البيت، انتهت المعركة دون قتال حقيقي سوى ذلك الغبي العجوز الذي كان صديق عمك يوماً ما حين قفز ليقتلك عبر الخندق واستطاع ابن عمك وصهرك الشاب القضاء عليه بشق الانفس.
انتهت المعركة وكعادتك بعد كل معركة خرجت منها مهزوما او منتصراً كنت تتوجه لاحدى قبائل ابناء داوود لتطردهم من جوارك، ولكن لسبب ما قررت هذه المرة القضاء على هؤلاء بدل طردهم. ماهو السبب هذه المرة انك اردت القضاء عليهم؟
هل هي الخيانة؟! نعم انت وضعتها شعاراً لحملتك عليهم فقد خانوك بالاتصال باعدائك.
فأتاك ذو الاجنحة الخرافي ليخبرك برسالة من السماء ان لا تضع سلاحك قبل ان تجهز على القريظيين فهم ليسوا سوى اولاد القردة الذين ارادوا خيانتك والقضاء على ملكك.
فذهبت اليهم كما فعل نبوخذ نصر أيام بابل. وكالعادة مع جيرانك من اصحاب القبعات السود حاصرتهم فانصاعوا لامرك بعد الحصار. فلن يستطيع اي أب ان يرى اولاده الصغار يموتون جوعاً بسبب ذلك الحصار القذر، دون ان يضع رقبته امام سيفك حتى يحصل اولاده على لقمةٍ يسدون بها رمقهم.
وسلموا لك مدينتهم وطلبوا منك العفو عنهم والسماح لهم بالرحيل كما فعلت مع ابناء عمومتهم قبلهم.
ولكنك وقفت امام رؤيتين: ان تتركهم يرحلون وانتهى الامر وتكون مدينتك قد خلت من خصومك او ان تريهم اشد انواع الانتقام فيكونوا عبرة لغيرهم ودرساً تأريخيا على وحشية الهك الذي لن يسمح لأحد ان لا يكون خلف “المبعوث بالرحمة”.
ولا تنس فالقريظيات هن الاجمل بين نساء مدينتك وقد تحظى على من شغلتك بينهم وقلت عنها لو تشفعت لديك لاطلقت سراحهم رغماً عن انف الهك الذي امرك بقتلهم بحسب دعواك.
فذهبت الى الخيار الثاني واغرقت مدينتهم بدماء 900 من الرجال والاطفال الذكور. وحتى لا يقال عنك انك مجرم كبير قمت بالتحري ان كان ذلك الطفل بالكشف عن عورته لتر ان نبت له شعر أم لا، فإن لم يكن هنالك شعر فهو عبد مملوك لك أو لجيشك. وإن كان ثمة شعر، فستأخذه الى تلك الحفرة لتقطع رأسه مستمتعاً متلذذاً. ثم لتعود زاهياً غانماً لبناتهم واموالهم واراضيهم…
ولتصطفي منهم تلك التي عشقتها لنفسك وحدك، بعد ان قتلت اباها واخاها وزوجها امام عينها امتثالا لاوامر القتل المقدسة من سماءك الخرافية.
من كان القذر في كل ذلك؟ هل خانوك ام انت من خانهم بعد أن سلموا لك أنفسهم؟ أسئلة لا معنى للاجابة عليها بعد كل هذه القرون.