أنا كنيسة الأحزان،
في غابة الإنفراد،
بعد أن غادرها المسيح.
نواقيسي لاتدق،
لا تنادي،
لاتصيح.
الرهبان.. لاتدخل ولاتخرج،
ولا تُريح ولا تستريح.
جدراني موحشةٌ، وكرسي الإعتراف معتمٌ،
بلا أبٍ ولا مخطئين.
بيباني تصرّثها الرياح، ومقاعدي خاويةٌ،
بلا أصواتٍ ولامصلّين.
*****
أنا لوحةٌ بلا إطار،
لكنها ملئى بالصور.
بلا توقيع،
ولكنها من صنعِ فنانٍ مقتدر.
ليلٌ ونجومٌ..
وقمرٌ منيرٌ.. لكنه منكسر.
أنا قمر الليل، وشمس النهار.
أنا درة الصحارى، ولؤلؤة البحار.
*****
أنا أبليسُ على الأرض..
وجبريل في السماء.
أنا الليلُ في عتمته…
والنهار حيث أضاء.
أنا الحقيقة،
التي إحتار فيها الفلاسفةُ والعرفاء.
أنا الماء والارض والسماء.
أنا العشق والهيام والأهواء.
*****
أنا دموع أمي..
حنواً عليّ..
حين كنت طفلاً صغير.
أنا دموع أمي..
شوقاً إليّ..
حين أصبحتُ رجلاً كبير.
أنا دموع أمي..
حزناً عليّ..
حين أموت وحيداً بعيداً أسير.
أنا للثكالي..
الدموع الغاليات..
أنا دموع الأجيال..
على كل الحضارات.