كنتُ هدهداً… حراً طليقاً
لطالما أسررت الناظرين…
أجنحتي الشرق والغرب..
أزقة روما وحواري الصين..
ألوان ريشتي..
جنون وهيام العاشقين..
حين أغني،
أُرهقُ العازفين.. وينصتُ الجميع..
وحين أتأملُ،
يصورّني كل فنان بما لديه من البديع..
والان.. أضحيتُ اسيراً في سجنٍ مريع.
*****
تناقلتني الأيادي..
مابين القبور حيث الموت..
بين قفصٍ وآخر..
بين ألمٍ وصياحٍ وصمت..
ليس هنا .. سوى بابٍ موصدٍ.. وجدران.
ذكرياتٌ وأوجاعٌ… أشواقٌ وأحزان.
*****
أنا الأمير…
الذي اضحى بلا تاج!!
أنا الكعبة..
التي أمست بلا حجاج!!
أنا بيت الحكمة..
الذي أخبتوا فيه السراج!!
أنا العدالة.. ولكن!! بلا أعوان.
أنا مرآة الحياة.. ولكن!! بيد جاهلٍ بلا عنوان.
*****
لاتزال بين اضلاع صدري..
روح سليمان..
لازلت أعشق بلقيس..
لازال النمل يهرب من تحت أقدامي..
أنا سليمان..
أنا هدهدُ لسيمان..
لن أخشى يوماً هذه الوحدة..
هذا البؤس الذي يحيطني..
فأنا سليمان..
ولسيلمان دائماً… ثمة هيبةٍ وجنودٍ وأعوان.
*****
أنا ريشة فنسي…
وبيانو فاجنر…
أنا أتالا ولورانزاتشيو…
أنا الأبوب المغلقة والموت السعيد..
أنا الهدهد الذي علّم الدنا معنى الحياة..
سأهربُ إلى سبأ.. وأجئُ بنبأٍ يقين..
سارسم الجيوكاندا.. ,اعزف النيبلونجين..
فلابد لي من الطيران..
لابد لي أن أكون قرب السحاب..
فأنا هدهدٌ حرٌّ طليق..
ولطاما أسررتُ الناظرين.